السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مدونة التعليم في الجزائر
المادة : علم النفس
الدرس: الاتجاهات الأساسية في تفسير اة لظاهرة السلوكية
الاتجاهات الأساسية في تفسير اة لظاهرة السلوكية:
إن أي فعل يقوم به الإنسان يمكن أن يوصف و يفسر من أكثر
من وجهة نظر.
و لقد صنف هيلجارد Hilgard
الإتجاهات المعاصرة لتفسير الظاهرة السلوكية إلى خمسة إتجاهات و هي :
(1) الاتجاه العصبي البيولوجي :
يذهب أصحاب هذا الاتجاه إلى القول بأن أفعال الإنسان يمكن تفسيرها عن طريق
ما يجري في جسمه. و يعتبر الجهاز العصبي و الجهاز الغددي مسؤولين عن عملية تكامل
عدد كبير من العمليات داخل الجسم و بالتالي فإن فهم السلوك البشري لا يكون كاملا
إلا إذا تم فهم أس العمليات البيولوجية الكامنة وراء السلوك .و لذا فإن أصحاب هذا
الإ تجاه يحاولون دراسة مناطق الدماغ التي تخزن فيها المعلومات عندما يريد مثلا أن
يدرس الذاكرة ’ أيضا
معرفة
مدى العلاقة الموجودة بين الإفرازات المختلفة للهرمونات كالغدة فوق الكلوية التي
لها علاقة وثيقة بالانفعالات و نشاط الجسد المتزن .
لكن وجود نظرية متكاملة لتفسير السلوك على أساس بيولوجي
لا زال أمرا بعيد المنال . و يرجع السبب في ذلك إلى التعقيد الكبير للدماغ ’ و إلى
صعوبات تتعلق بدراسة أدمغة البشر وإمكانية توفرها من أجل التجريب و البحث العلمي .
2)-
الاتجاه السلوكي :
يقول أصحاب هذا الاتجاه بوجوب دراسة المثيرات البيئية
التي تسبق سلوك الإنسان من حيث أنها الممهدات الرئيسية لحدوث ذلك السلوك . ولذا
فإن أصحاب هذا الاتجاه يحاولون تفسير السلوك عن طريق ما يجري خارج الجسم من أحداث
بيئية .و لقد كان واطسن عالم النفس الأمريكي أول من قال بدراسة السلوك بموضوعية
كسائر الظواهر الطبيعية الأخرى بدلا بالاهتمام بالأفعال الإنسانية الداخلية . يركز
هذا الاتجاه إذا على دراسة المثيرات سواء مثيرات مباشرة تحدث قبل السلوك أو مثيرات
حدثت في ماضي الفرد و علاقة هذه المثيرات بالاستجابات التي تصدر عنه.
فإذا
أردنا دراسة الذاكرة نركز على مقدار التدريب الذي حدث ومقدار الإثابة التي تلقاها
الفرد أثناء تعلمه.
3)- الاتجاه المعرفي :
يقول أصحاب هذا الاتجاه بأن الإنسان يعمل بنشاط على
تحليل المعلومات التي يتلقاها و على تفسيرها و تأويلها إلى أشكال معرفية جديدة .
وكل مثير نتلقاه يتعرض إلى جملة عمليات تحويلية نتيجة تفاعل هذا المثير الجديد مع
الخبرات الماضية و مع مخزون الذاكرة لدينا قبل صدور الاستجابة المناسبة له ’ و إلا
كيف يمكن أن نفسر الاستجابة المختلفة لنفس المثير من قبل فردين مختلفين أو من قبل
نفس الفرد في مناسبتين مختلفتين ؟ و لذا فإن أصحاب هذا الاتجاه يركزون على أهمية
العمليات التفكيرية الوسيطة التي تحدث بين المثير و الاستجابة .
4)
- الاتجاه التحليلي :
على
الرغم من أن هذا الاتجاه لم يبن على أسس تجريبية واضحة كالاتجاهات السابقة إلا أن
تأثيره على تطور علم النفس كان كبيرا . نشأ هذا الاتجاه و ترعرع على يد S. FREUD الذي يعتبر الأب الروحي لعلم النفس.
انطلق
فرويد في تفسيره لسلوك الإنسان من أسس بيولوجية، وافترض، اتساقا مع منطلقا ته، بأن
سلوك الإنسان محكوم بغرائز فطرية لا شعورية في معظمها.
و
العمليات اللاشعورية هي عبارة عن الأفكار و الرغبات و المخاوف التي لا يعيها الفرد
، والتي تعمل على الرغم من ذلك على التأثير في سلوكه . و يظهر تأثير هذه الرغبات
االلاشعورية من خلال متنفسات عدة منها : الأحلام و زلات اللسان و التعبيرات
المرضية و بعض ألوان النشاط الفني.
و
يبقى فرويد ملهما لكثير من علماء النفس في تركيزه على أهمية خبرات الطفولة وأثرها
في تشكيل شخصية الإنسان.
5)- الاتجاه الإنساني :
يرى
أصحاب هذا الاتجاه أن الإنسان يختار بإرادته الحرة و يقرر أفعاله’ و بالتالي فهو
المسئول عنها. و لا يستطيع إزاء أفعاله أن يلوم البيئة أو أبويه أو الظروف المحيطة
به. و يعتبر روجرز KARL ROGERS من أهم زعماء هذا الاتجاه.
يركز
أصحاب هذا الاتجاه على تلك الصفات الإنسانية التي تميز الإنسان عن سائر الحيوانات
الأخرى’ وبشكل خاص إرادته الحرة و نزعته الدائمة نحو تحقيق ذاته بقدراته الخاصة.
إرسال تعليق