السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مدونة التعليم في الجزائر
المادة : علم النفس
الدرس: العــــــــدوان
العــــــــدوان
بغض
النظر عن أضراره يعد العدوان وظيفة تكيفه حيث يستخدمه الإنسان في بعض الحالات ،
كوسيلة للتعبير عن مطالب اجتماعية معينة ، وفي حالات عديدة كوسيلة للدفاع عن نفسه
وممتلكاته ، أو لتفريغ توترات مخزنة داخلة أو لحل الصراعات وإزاحة العقبات التي
تحول دون تحقيق بعض الأهداف المشروعة فضلا عن كونه أداة للضبط الاجتماعي (العقاب)
تلجأ إليها الهيئات الاجتماعية الرسمية لمواجهة الخارجين على القانون.
تعريف العدوان
:
يعرف
العدوان بأنه أي سلوك يصدره الفرد (أو الجماعة) ، صوب آخر أو صوب ذاته لفظيا أم
ماديا ، إيجابيا أم سلبيا ، مباشرا أو غير مباشرا ، أملته مواقف الغضب أو الإحباط
، أو الدفاع عن الذات والممتلكات ، أو الرغبة في
الإنتقام أو الحصول على مكاسب معينة ، يترتب عليه إلحاق أدى بدني أو مادي
أو نفسي بصورة متعمدة للطرف الآخر.
إن
الفرد الذي يرتكب سلوكا عدوانيا يكون معرضا لمجموعة من الظروف المهيئة سواءا كانت
متصلة به شخصيا مثل الإحباط أو تعاطي مواد نفسية أو قد تكون مصدرها الضحية ذاته
وما يصدر عنه من أفعال تثير الدوافع الإنتقامية أو تشكل عدوانا في حد ذاتها ،
سواءا كانت ذات طابع مادي أو معنوي يستلزم صدور ردود أفعال دفاعية.
تولد
تلك الظروف مجتمة قدرا من التوتر لدى الفرد يتناسب مع شدتها ، وفي حالة بلوغ هذا
التوتر مستوى يفوق طاقة الفرد على الإحتمال فإنه يسعى سعيا حثيثا لتفريغ تلك
الشحنة الإنفعالية بصورة ما.
ومن
هنا يبرز دور العوامل المفجرة للعدوان التي تعد بمثابة حلقة وسيطة بين التوتر
والإستجابة العدوانية ، حيث يتحول التوتر في ظلها إلى سلوك عدواني موجه نحو الطرف
الآخر إما بصورة مباشرة أو غير مباشرة أو نحو أي موضوع بديل.
* العوامل المهيئة للعدوان :
أ)- متغيرات في الفرد :
1- الإحبـاط : يعتبر الإحباط من الأسباب الرئيسية للعدوان.
2- التعصـب :
يعرف التعصب بأنه حكم لا أساس له من الصحة يصاحبه مشاعر سلبية أو يترتب عليه
القيام بأفعال سلوكية عدوانية تفصح عن تلك المشاعر.
3- التعرض لمشاهد العنف : يتعلم الناس سيناريو العدوان إما بشكل تلقيني
مقصود وخاصة أثناء الطفولة، أو بصورة غير مقصودة من خلال مشاهد تهم الآخرين
يتصرفون بطريقة عدوانية سواء في الواقع أو من خلال وسائل الإعلام.
ب)- المتغيرات الخاصة بالطرف الآخر (الضحية) : إن سلوكنا يتشكل جزئيا في ضوء سلوك الآخرين ،
ومن ثم فإن المجني عليه يسهم بصورة ما ، في إستثارة السلوك العدواني للجاني إما
بإعاقته لتحقيق هدف محوري لديه بصورة مشروعة أو غير مشروعة أو الإعتداء عليه بدنيا
أو لفظيا أو الإسهام الغير مباشر، كوجود خلافات سابقة أو القابلية لأن يكون موضوعا
للعدوان كأن تكون إمرأة أو طفل ..إلخ.
ج)- المتغيرات الثقافية والإجتماعية : إن المبدأ الأساسي الذي يحكم نشأة واستمرار
العديد من سلوكياتنا، بما فيها السلوكيات العدوانية ، أن كل سلوك يتم تدعيمه في
الماضي أو الحاضر سيستمر في المستقبل وخاصة في المواقف المشابهة.
متغيرات البيئة
الطبيعية : الضوضاء ، تجعل الفرد مهيئا للإستجابة
العدوانية من خلال تأثيرها سلبا على بعض وظائفه الحيوية (السمع ، نبض القلب).
الإزدحام : تبين العديد من الدراسات أن معدل حدوث العدوان
يرتفع في الأماكن المزدحمة ، وقد يرجع هذا إلى التكدس الشديد للأفراد في مكان ما
الأمر الذي يؤدي إلى صعوبة إشباع الكثير
من الحاجات الأساسية كالهدوء والإسترخاء والخصوصية.
العوامل المفجرة للعدوان : لكي يؤدي التوتر إلى إشارة الإستجابة العدوانية
يلزم توفر عدد من الظروف من أبرزها ما يلي :
·
صدور قرارات إدارية أو سياسية أو إقتصادية تشكل إستفزاز
لقطاع عريض من الأفراد.
·
قيام المعتدي عليه بتوجيه إهانات حادة للفرد ، وخاصة في
حضور الآخرين.
·
معاناة الفرد من بعض التقلبات الإنفعالية المؤقتة التي
قد تكون ناجمة عن توترات العمل ، أو صدمات في الحياة كوفاة إنسان عزيز.
·
وجود حشد كبير من الناس الأمر الذي يؤدي إلى عدم وضوح المسؤولية الجنائية حيث تصبح
إمكانية إكتشاف الفاعل محدودة.
إرسال تعليق