- خطة بحث وذكرة حماية المدافن وحرمة الموتى
منذ أن خلق الله الإنسان على وجه الأرض كان له مسكنان مسكن له في الدنيا يأويه ويستر عورته حتى يأتيه أجله و مسكن ينتقل إليه بعد حلول هذا الأجل إلى أن يبعث الله الناس ليوم لاريب فيه و أول ما عرف الإنسان هذا المسكن الأخير حين قتل قابيل أخاه هابيل فلم يعرف كيف يتصرف فيه بعد قتله فبعث الله له طيرا يرشده إلى مواراته في باطن الأرض وقد أخبرنا الله عز وجل في محكم تنزيله في قوله
{ فَبَعَثَ اللّهُ غُرَاباً يَبْحَثُ فِي الأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَـذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ} .
فالقبر بهذا الأصل يعد ملكا لساكنه وهذه الملكية تقتضي تحريم نبشه لغير مصلحته .
وقد حرم الله هذا التعدي و الأصل فيه الكتاب و السنة أما في القرآن الكريم فقد كرم الله الإنسان حيا أو ميتا في قوله عز و جل{وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ } وهذا نص مطلق يشمل الحي و الميت علىالسواء و قوله جل ذكره {أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفَاتاً، أَحْيَاء وَأَمْوَاتاً} و المراد أن الأرض تظم الأحياء على ظهرها و
الأموات في باطنها لقوله عزوجل{ ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ} أي جعل له قبرا يوارى فيه إكراما له.
وأما السنة فقد روت عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال{ كسر عظم الميت ككسره حيا} وعن ابي هريرة رضـي الله عنـه أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال { لإن يجلس أحدكم على جمرة فتحرق ثيابه حتى تخلص إلى جلده خير له من أن يجلس على قبر } وفي حديث عقبة بن عامر أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال { لإن أمشي على جمرة أو سيف أوأخصف نعلي برجلي أحب إلي أن أمشي على قبر مسلم } وفي حديث عمر إبن حزم قوله - رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم على قبر فقال- { إنزل على القبر لاتؤذي صاحب القبر} وفي حديث بشير مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله - حانت من رسول الله عليه الصلاة و السلام نظرة فإذا رجل يمشي في القبور عليه نعلان فقال- { ياصاحب السبتتين ويحك ألق سبتتيك } فنظر الرجل فلما رأى رسول الله خلعهما فرمى بهما .
إن الموتى هم أهل المكان وساكنوه فلا يجوزالإعتداء عليهم فالميت إذا سبق الحي إلى الأرض فهو ساكنها فلا يجوز للحي نبش القبور و لا إخراج جثث المسلمين أو بناء بيتا في المقبرة أو زراعتها مثلا وهذه حرمة الميت لايجوز إنتهاكها ولا يجوز إخراجهم منها إلا لأمر طارئ أو ضروري مثلا إذا جاء السيل و أخرج العظام من أماكنها فيجب نقل تلك الجثث و العظام الى مكان آخر آمن، و نباش القبور بغير وجه حق عند بعض العلماء سارق تقطع يده وهذا مانراه اليوم حيث أن بعض الناس يسرقون الجثث و يبيعونها لكليات الطب لإجراء التجارب عليها من طرف الطلبة الأطباء فنباش القبور سارق تقطع يده لأنه سرق من حرز و هذا الحرز هو الأرض فإنها حرز للجثة مصداقا لقوله تعالى في الآيتين السابقتين رقم 25 و 26 من سورة المرسلات, فهي كبيرة من الكبائر عكس مانراه في واقعنا فالناس يتساهلون في إخراج جثث الأموات ليبنوا بيوتا أو لأغراض أخرى و هذا مالا يجوز فعله مطلقا .
- مقدمة
- • الفصل الأول : حماية المدافن وحرمة الموتى
• المبحث الأول : حماية المدافن وحرمة الموتى وفقا للتشريع الجزائري
• المطلب الأول :الحماية القانونية
• الفرع الأول : قواعد حفظ الصحة في ما يخص الدفن
• الفرع الثاني : العقوبات المقررة
• المطلب الثاني : الحماية الشرعية
• الفرع الأول :موقف الشريعة الأسلامية
• الفرع الثاني : أداب الدفن
• المبحث الثاني حماية المدافن وحرمة الموتى وفقا لإتفاقيات جنيف
• المطلب الأول : السند القانوني
• المطلب الثاني :الموتى و الجرحى
- • الفصل الثاني : مشروعية المساس بالجثة
• المبحث الاول : أساس إباحة الإستئصال من الجثة
• المطلب الاول :الأساس الشرعي
• المطلب الثاني : الأساس القانوني
• المبحث الثاني : أهداف وشروط الإباحة
• المطلب الأول : أهداف الإباحة
• الفرع الأول الهدف العلاجي
• الفرع الثاني الهدف التجريبي العلمي
• المطلب الثاني : وشروط الإباحة
• الفرع الأول : الشروط العامة
• الفرع الثاني : الشروط الخاصة
- • خاتمــــــة
إرسال تعليق