مفهوم و العوامل المؤدية للانحراف و الجريمة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مدونة التعليم في الجزائر 

 المادة : علم النفس  

الدرس: سيكولوجية الإنحراف

سيكولوجية الإنحراف

تعريف مفهوم الانحراف:

مر مفهوم الانحراف بمراحل متعددة و أعتبر أنه انتهاك للقواعد و خروج على حدود التسامح العام في المجتمع.

         فاستخدام مصطلح الانحراف الاجتماعي بمعناه الواسع يتمثل في تطبيقه على أي سلوك لا يكون متوافقا مع التوقعات و المعايير التي تكون معلومة داخل النسق الاجتماعي .

أما في علم النفس فيربط الانحراف بالصراع القائم بين الرغبات و الغرائز الفردية و الضغوط التي يفرضها أعضاء الجماعة الاجتماعية.

وهنا يعتقد فرويد و توماس هوبر أن الانحراف يكمن في عملية الصراع هذه’ و من تم ينظر "للانحراف باعتباره نتيجة لفشل عوامل الضغط الاجتماعي في تهذيب الغرائز و السيطرة عليها".

وقد عرفه المعهد الدولي لعلم الإجرام بأنه: '' ظاهرة عامة يندرج تحتها أنماط انحرافية مختلفة تتمثل في الجناح و الجريمة.''

العوامل المؤدية للانحراف و الجريمة :

 

         إن عوامل الإجرام  الأفراد  لا تخرج على اختلاف أنواعها عن طائفتين كبيرتين :

الأولى العوامل الشخصية و هي العوامل المولدة للجانب المعنوي للجريمة ــ أي النية و القصد ، و هي متصلة بالحالات النفسية و الأمراض العصبية و العقلية ( مما يكشف عنه التحليل النفسي و الطب العقلي ) يضاف إليها ما للوراثة من أثر في التكوين العضوي و التركيب الجسمي ( مما تكشف عنه الفيزيولوجيا و علم الوراثة ).    

والثانية المهيأة لمسرح الجريمة و هي العوامل الإجتماعية  المتصلة بكثافة السكان ، مستوى المعيشة ، البطالة ...الخ.

العوامل  نفسية للجريمة :

 

يكون السلوك المنحرف في بعض الحالات مصاحباً بمشكلات عقلية أو انفعالية أو تربوية. ومن ذلك فإن الطفل المتأخر عقلياً ربما يخرج على القانون أو يخالفه من غير قصد على الإطلاق. أي أنه يكون ضحية بريئة لانخفاض ذكائه وضعف قدرته على الحكم. وأما بالنسبة للأطفال أصحاب الإضطرابات الانفعالية فإن السلوك الجانح ربما يكون تعبير بسيطاً عن مشاعر العداوة القوية بعد أن أصابتها الإزاحة فاتجهت إلى المجتمع، أو ربما يكون استجابة لخبرة هلوسة أو خبرة هذاء أو مجرد إستنجاد  للرعاية والاهتمام والعلاج.

        

*الضعف العقلي و الانحراف :

  من بين الخصائص العامة التي يتميز بها ضعاف العقول ، ضعف الحكم ، صعوبة التجريد ضعف التمييز و استخدام الإمكانيات العقلية بشكل آلي بحيث لا يستطيع التجديد في الوضعيات المستحدثة و بالتالي لا يستطيع الاستفادة كثيرا من الخبرات السابقة .

أكثر ضعاف العقول عرضة للانحراف هم فئة التخلف البسيط ، فهؤلاء يتمتعون بقدر من النمو الشخصي أو الإمكانيات الذهنية و النفسية التي تسمح لهم بالإسقلال النسبي .

وبالتالي فهم ينخرطون في الحياة العامة بشكل متواضع ، إلا أن إمكانيتهم لا تسمح بالذهاب بعيدا ، و لذلك فهم في حالة خطر الوقوع في وضعيات تتجاوز قدرتهم على السلوك المتكيف فينحرفون . و هم يتمتعون من ناحية ثانية ببعض الوعي الذاتي  و قدرة متوسطة على التواصل ، إلا أنهم سرعان ما يعجزون عن مجاراة الآخرين في علاقاتهم و يقعون بالتالي ضحايا سخرية هؤلاء أو نبذ المحيط  ، وقد يستجيبون لذلك بالعدوان و سوء التكيف مما يدعم نبذ المحيط لهم .

فانحراف هاته الفئة تتوقف على درجة انسجامهم مع المجتمع و الظروف الاجتماعية التي تحيط بهم .