السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مدونة التعليم في الجزائر
المادة : علم النفس
الدرس: الشهادة القضائية
الشهادة
القضائية
الشهادة القضائية لشهود العيان لها دور خطير في التأثير على سير التحقيق
حول قصية ما و بقدر كافة هذه الشهادة بتم الوصول إلى الجناة الحقيقيون و بالتالي
المساعدة في تفنيد الأحكام القضائية عادلة.
و لكن يبدو أن أخطار الشهود عند الإذلال بشهادتهم واردة ، و يترتب عليها
آثار ضارة منها الإلحاق الأذى بأشخاص أبرياء يقع عليهم الإلحاق ظلما .
وموضوع تقديم شهادة تقوم أساسا على جوانب
سيكولوجية بجناة مثل إدراك وقائع الجريمة و تخزينها في الذاكرة ثم تذكيرها أثناء
الشهادة .
و عملية تذكر الواقائعة الجبائية و أحداثها أثناء رواية
الشهادة تحيط بها مشكلات عديدة ، ذلك أن موقف الواقعة الجنائية الذي يشهده الشاهد
موقف انفعالي باهظ يؤثر كثيرا على حسن إدراكه لأحداث الواقعة و على عملية إستدخال
و تخزين هذه الوقائع في الذاكرة .
و يمكن تلخيص مراحل الذاكرة الإنسانية إلى ثلاثة مراحل :
1-الاكتساب :وهو إضافة معلومة إلى الذاكرة .
2-الاحتفاظ :هو استبقاء المعلومة في الذاكرة مدة من الزمن سواء كان
طويلا أو قصيرا .
3-الاسترجاع : هو القدرة على استعادة ورواية المعلومة التي سبق أن
أحتفظ بها في الذاكرة .
هذه العمليات الثلاث التي تعتبر مراحل عملية التذكر ، هي
أساس الشهادة القضائية ، و هناك عوامل عديدة تؤثر على هذه العمليات ، تفقد شهادة
شهود العيان من صدقها ، مثال ذلك فإنه عند وقوع جريمة شاهدها شخص ، فإنه المستحيل
عليه ملاحظة جميع التفاصيل المصاحبة للجريمة .
سنذكر بعض العوامل المؤدية إلى إضعاف
عملية التذكر .
*العوامل الزمنية : وهي العوامل المتعلقة بالزمن المستغرق في حدوث الجريمة
فكل ما كان وقت مشاهدة الجريمة طويلا الشهادة أكثر دقة و تفاصيل .
ويتم تقديم الوقت بالنسبة للشاهد طبقا لإحساسه الدائم بمرور الزمن ، فعادة
يميل الشهود على المبالغة في تقدير الزمن المستغرق في الجريمة خاصة جرائم العنف .
*الوقائع الأساسية و الجانبية :من المتوقع أن يتدخل شاهد العيان ما يسمى
الوقائع الأساسية في الجريمة، فمثلا إذا شاهد جريمة سرقة فإنه قد يتدخل الحدث
العام أي ( الجاني ) يهاجم شخصا آخر و هو ( المجني عليه ) يهدده بالمسدس .
و يحصل على المال
، ثم يفر هاربا .
و إستدخال الوقائع الأساسية قد تختلف من شخص لآخر فما قد
يعتبره أحد الشهود أساسيا قد لا يعتبره كذلك شاهد آخر ، و المتهم بالنسبة للمحقق
هو اللإستفادة من هذه المعلومات و استغلالها لصالح التحقيق .
*التوقع ( التهيؤ الذهني ) : توقعات الشخص أو تهيؤه الذهني من الممكن أن
يؤثر على عملية الإدراك و تؤثر بالتالي على عملية الإستدخال كان يميل الشخص وقائع
الجريمة إذا كانت هناك ظروف فيزيقية معينة أو عوامل تؤثر على عملية الإدراك مثل
الضباب أو الظلال أو الغبار أو هطول الأمطار .
*العنف و التوتر : تتسم بعض الجرائم بالعنف مما يشعر شاهد العيان بالخوف أو
القلق ، و هي انفعالات لها تأثير سلبي على عملية الإدراك وقائع الجريمة و بالتالي
إستدخالها .
و من الأمور التي تجعل الشاهد العيان يصاب بالقلق أو التوتر إستخدام
الأسلحة كأدوات للجريمة بحيث ينصرف اهتمام الشاهد و ينصرف اهتمامه عن أمور أخرى قد
تكون لها أهمية مثل ملامح وجه الجاني أو هيئته أو لون ملابسه .
فوجود "السلاح" في الجريمة يشتت من انتباه الشاهد عن الأمور
التي تفيد التحقيق .
*التأخير : توجد علاقة بين دقة و كفاءة عملية التذكر و المدة
الزمنية الفاصلة بين وقوع حادثة و بين
محاولة تذكرها ، و بوجود عام إذا طالبت الفترة الزمنية بين حدوث الواقعة و بين
محاولة تذكرها ، أي ذلك إلى عدم الدقة في عملية التذكر .
*القابلية للإيحاءة : القابلية للإبحاءة هي سرعة تصديق الفرد لما
يذكر له من أراء أو معلومات دون التأكد مما بقال أن شاهد العيان القابل للإيعاء من
معلومات خاطئة عن واقعة شاهدها هو بنفسه و مما لاشك فيه أن كل إنسان قابل للإيحاء
بشكل أو بأحر ، و لكن القابلية للإيحاء لا تؤثر تأثير فعال الجنائي في صورة مهزوزة
يعرفها جيدا المحقق الجنائي الخبير .
أما فيما يخص عملية الاسترجاع هي عملية التي يدلي بها شاهد العيان أمام
الجهات القضائية أو الشرطة المختصة و يروي ما سبق أن شاهد أحداث .
*طريقة الاستجواب : كيف يؤدي شاهد العيان شهادته ؟. أو كيف يتم استجوابه ؟.
يبدو أن أسلوب التوجيه الأسئلة له أهمية في دقة رواية
الشهادة القضائية ، و من الناحية بأن الشهادة الدقيقة تعوزها كثرة التفاصيل ، و أن
الشهادة ذات التفاصيل الكثيرة تعوزها الدقة و هذا الأمر متواضع من الناحية
السيكولوجية لأن الشاهد إذا ركز انتباهه في عدد قليل من الوقوع الجريمة فإنه سوف
يدخلها في ذاكرته لدفة و يستنفيها ثم يسترجعها على نفس الحال تقريبا من الدقة أما
إذا تشتتت انتباه الشهادة تركيز يستبقيها ثم يسترجع هذا العدد الكبير من الوقع على
حالها بدون الدقة الكافية .
إرسال تعليق