السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مدونة التعليم في الجزائر
المادة : علم النفس
الدرس: مدخل إلى علم النفس القضائي
المدخل إلى علم النفس القضائي
يعتبر علم النفس القضائي أحد الفروع التي تدرس المنحرف ، نذكر
من بينها علم النفس الإجرامي الذي يدرس المنحرف كشخص مرتكب للجريمة و هدفه الوقاية
من هذه الظاهرة و علاج مصدرها ، نجد أيضا علم النفس العقاب الذي يدرس المنحرف و هو
محكوم عليه ، أما علم النفس القضائي فهو يدرس المنحرف وسلوكه أثناء قضية المتهم ،
بالإضافة إلى سلوك الآخرين المشاركين في هذه القضية من الضحية المجني عليه ، المبلغ ، الشاهد ، المتهم ،
المدافع ، القاضي .
يمكن القول إذا أن موضوع علم
النفس القضائي هو نفسيات أطراف الرابطة الإجرامية القضائية ، و المراد بالطرف في
الرابطة كل من يؤدي فيها دورا و لم تكن له صفة الخصم ، فالمتهم طرف و خصم أن واحد
و المحقق طرف و خصم في آن واحد و المحقق طرف و خصم ، أما القاضي و الشاهد و
المحامي و الخبير أطرافا و ليسوا خصوما ، إن كل هؤلاء يعني علم القضائي بدراسة
نفسيتهم .
الاستجواب : إن الهدف الرئيسي
و النهائي للاستجواب هو الكشف عن الحقيقة حول جنحة مرتكبة أو يمكن ارتكابها في
المستقبل ، و هو عبارة عن إجراء من إجراءات التحقيق ، يثبت على إثره المحقق من
شخصية المتهم .
و يناقشه عن التهمة و يحاول
جلب أكبر كم من المعلومات حول القضية المتعلقة به .
فهو سباق بين المحقق و المتهم يحاول فيه الأول قضائيا و تقنيا
إكتشاف الحقيقة و إثباتها ، و الثاني دفع الشبهة عنه بكافة الوسائل لتجنب العقاب ،
الأمر الذي سيفرض على المحقق أن يكون في مركز القوة التي يمثلها القانون ، و بذلك
ينبغي عليه أن يكون على معرفة بالقوانين الجزائية و علم النفس الإجرام و ظان تكون
لديه ثقافة واسعة في شتى المجالات .
صعوبات الاستجواب :من أهم الصعوبات
التي تعترض المحقق أثناء الاستجواب ، الغموض الذي يميز التحقيق بسبب ضعف الأدلة أو
انعدامها ، و نتيجة لذلك قد يسفر عن الاستجواب مزيجا من الإنكار أو تزييف الحقيقة
، التي يمكن اعتبارها كوسيلة دفاع دفاع
يستعملها شقي محنك ، كما يمكن أن يصدر عن بريئ ألصقت به تهمة لا علم له بها
.
المقاومة : إن الوضعية
الاتهام الذي يوجد فيها المتهم ستخلق لدى المتهم نوعا من المقاومة للتهرب من
الأسئلة المطروحة عليه و عدم تثبيت التهمة عليه ، و للإنقاص من مقومة المتهم و
التقليل من أثرها على التحقيق ، بإمكان المحقق اعتماد و سائل عديدة منها :
- كسب ثقة المتهم .
- شغله عن الموضوع الذي يفكر
فيه بإثارة مواضيع لا علاقة لها بالتحقيق بهدف قطع التسلسل
الفكري الذي حضره المتهم و
بالتالي الكشف عن التناقضات في الحديث و بالتالي إسقاط القناع الذي
يرتديه المتهم .
- إقناع المتهم بأن مقاومته
لن تساعده بل تزيد من تورطه ، و إن كذب يمكن أن تزيد من عقوبته.
- مخاطبة المتهم كإنسان له
كرامة ، بمحافظة المحقق على وضعيته كممثل لسلطة القانون .
وضعية المحقق بالنسبة للمتهم :
يمكن
تقسيمها إلى وضعيتين :
1-
وضعية مادية :
يمكن أن تتم المقابلة بجلوس المحقق وراء مكتبه بحيث يكون وجها لوجه مع المتهم سيشكل المكتب في هذه الحالة فاصل و حاجزا مما
سيسهل على المحقق مراجعة محتويات ملف التحقيق و مراقبة ردود فعل المتهم عن قرب كما
يمكن للمحقق أن يجلس بجانبه تسهيلا للحوار معه و كسر الحاجز.
وقد يبقى المحقق متحركا ذهاب و إيابا ، لهذه الوضعية
سلبيات و إيجابيات ، من السلبيات هو أنه سيصعب على المحقق في هذه الوضعية مراقبة
ردود فعل المتهم أو مراجعة ملف القضية ( إلا إذا كان المحقق محتفظ بتفاصيلها ) .
الصفات الواجب توفرها في المحقق :
*السلطة و الحزم : ستخلق لدى المتهم
انطباعا بأنه إنسانا يتمتع بقوى معنوية كبيرة تعمل بلا تعب ولا كلل في سبيل إكتشاف
الحقيقة .
*التهذيب : يسهل الحوار بين المحقق
و المتهم .
*السيطرة على النفس و عدم الانفعال : مواجهة
المتهم بأعصاب هادئة ، اجتناب إيذاء المظاهر الدهشة و الاستغراب و الذهول و الفرح
لما يصدر عن المتهم من أقوال أو أفعال .
*قوة الذاكرة و الدفة يسمح باستثمار المعلومات المتعلقة
بالمتهم أثناء الاستجواب .
*الحضور الدهني وسرعة البديهة : من شأنها
تساعد المحقق على ملاحظة ردات الفعل الخارجيين من انفعالات ، و التقاط بعض زلات
اللسان و محاولة تفسيرها و تسجيلها و استغلالها في الوقت المناسب .
*المنطق في التفكير : يفترض في المحقق أن
يكتشف ضعف منطق المتهم و بعض التناقضات التي يمكن اعتبارها قرائن تؤدي إلى توضيح
الحقيقة .
إرسال تعليق