-->
3355121088047530
recent
أخبار ساخنة

مدخل إلى علم النفس القضائي

الخط

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


مدونة التعليم في الجزائر 

 المادة : علم النفس  

الدرس: مدخل إلى علم النفس القضائي


المدخل إلى علم النفس القضائي

يعتبر علم النفس القضائي أحد الفروع التي تدرس المنحرف ، نذكر من بينها علم النفس الإجرامي الذي يدرس المنحرف كشخص مرتكب للجريمة و هدفه الوقاية من هذه الظاهرة و علاج مصدرها ، نجد أيضا علم النفس العقاب الذي يدرس المنحرف و هو محكوم عليه ، أما علم النفس القضائي فهو يدرس المنحرف وسلوكه أثناء قضية المتهم ، بالإضافة إلى سلوك الآخرين المشاركين في هذه القضية من الضحية  المجني عليه ، المبلغ ، الشاهد ، المتهم ، المدافع ، القاضي .

يمكن القول إذا أن موضوع علم النفس القضائي هو نفسيات أطراف الرابطة الإجرامية القضائية ، و المراد بالطرف في الرابطة كل من يؤدي فيها دورا و لم تكن له صفة الخصم ، فالمتهم طرف و خصم أن واحد و المحقق طرف و خصم في آن واحد و المحقق طرف و خصم ، أما القاضي و الشاهد و المحامي و الخبير أطرافا و ليسوا خصوما ، إن كل هؤلاء يعني علم القضائي بدراسة نفسيتهم .

الاستجواب : إن الهدف الرئيسي و النهائي للاستجواب هو الكشف عن الحقيقة حول جنحة مرتكبة أو يمكن ارتكابها في المستقبل ، و هو عبارة عن إجراء من إجراءات التحقيق ، يثبت على إثره المحقق من شخصية المتهم .

و يناقشه عن التهمة و يحاول جلب أكبر كم من المعلومات حول القضية المتعلقة به .

فهو سباق بين المحقق و المتهم يحاول فيه الأول قضائيا و تقنيا إكتشاف الحقيقة و إثباتها ، و الثاني دفع الشبهة عنه بكافة الوسائل لتجنب العقاب ، الأمر الذي سيفرض على المحقق أن يكون في مركز القوة التي يمثلها القانون ، و بذلك ينبغي عليه أن يكون على معرفة بالقوانين الجزائية و علم النفس الإجرام و ظان تكون لديه ثقافة واسعة في شتى المجالات .

صعوبات الاستجواب :من أهم الصعوبات التي تعترض المحقق أثناء الاستجواب ، الغموض الذي يميز التحقيق بسبب ضعف الأدلة أو انعدامها ، و نتيجة لذلك قد يسفر عن الاستجواب مزيجا من الإنكار أو تزييف الحقيقة ، التي يمكن اعتبارها كوسيلة دفاع دفاع  يستعملها شقي محنك ، كما يمكن أن يصدر عن بريئ ألصقت به تهمة لا علم له بها .

المقاومة : إن الوضعية الاتهام الذي يوجد فيها المتهم ستخلق لدى المتهم نوعا من المقاومة للتهرب من الأسئلة المطروحة عليه و عدم تثبيت التهمة عليه ، و للإنقاص من مقومة المتهم و التقليل من أثرها على التحقيق ، بإمكان المحقق اعتماد و سائل عديدة منها :

- كسب ثقة المتهم .
- شغله عن الموضوع الذي يفكر فيه بإثارة مواضيع لا علاقة لها بالتحقيق بهدف قطع التسلسل
الفكري الذي حضره المتهم و بالتالي الكشف عن التناقضات في الحديث و بالتالي إسقاط القناع الذي
  يرتديه المتهم .

- إقناع المتهم بأن مقاومته لن تساعده بل تزيد من تورطه ، و إن كذب يمكن أن تزيد من عقوبته.
- مخاطبة المتهم كإنسان له كرامة ، بمحافظة المحقق على وضعيته كممثل لسلطة القانون .
وضعية المحقق بالنسبة للمتهم :

  يمكن تقسيمها إلى وضعيتين :

1-       وضعية مادية : يمكن أن تتم المقابلة بجلوس المحقق وراء مكتبه بحيث يكون وجها لوجه مع المتهم  سيشكل المكتب في هذه الحالة فاصل و حاجزا مما سيسهل على المحقق مراجعة محتويات ملف التحقيق و مراقبة ردود فعل المتهم عن قرب كما يمكن للمحقق أن يجلس بجانبه تسهيلا للحوار معه و كسر الحاجز.

وقد يبقى المحقق متحركا ذهاب و إيابا ، لهذه الوضعية سلبيات و إيجابيات ، من السلبيات هو أنه سيصعب على المحقق في هذه الوضعية مراقبة ردود فعل المتهم أو مراجعة ملف القضية ( إلا إذا كان المحقق محتفظ بتفاصيلها ) .

الصفات الواجب توفرها في المحقق :
*السلطة و الحزم : ستخلق لدى المتهم انطباعا بأنه إنسانا يتمتع بقوى معنوية كبيرة تعمل بلا تعب ولا كلل في سبيل إكتشاف الحقيقة .

*التهذيب : يسهل الحوار بين المحقق و المتهم .

*السيطرة على النفس و عدم الانفعال : مواجهة المتهم بأعصاب هادئة ، اجتناب إيذاء المظاهر الدهشة و الاستغراب و الذهول و الفرح لما يصدر عن المتهم من أقوال أو أفعال .

*قوة الذاكرة و الدفة يسمح باستثمار المعلومات المتعلقة بالمتهم أثناء الاستجواب .

*الحضور الدهني وسرعة البديهة : من شأنها تساعد المحقق على ملاحظة ردات الفعل الخارجيين من انفعالات ، و التقاط بعض زلات اللسان و محاولة تفسيرها و تسجيلها و استغلالها في الوقت المناسب .

*المنطق في التفكير : يفترض في المحقق أن يكتشف ضعف منطق المتهم و بعض التناقضات التي يمكن اعتبارها قرائن تؤدي إلى توضيح الحقيقة .




ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

نموذج الاتصال
الاسمبريد إلكترونيرسالة