السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وزارة التربية الوطنية
تحضير درس الحال وأنواعه في اللغة العربية
تعريف الحال :هو وصف فضلة
يقع في جواب كيف، مثل: ضربتُ اللص مكتوفا .
إذن
للحال ثلاثة شروط ينبغي أن تتوافر فيه :
أحدها – أن يكون وصفا . الثاني – أن يكون فضلة .الثالث - أن يكون صالحا للوقوع في جواب كيف . ويجتمع
ذلك في قولك: ضربت اللص مكتوفا .
فإن قلت: يرد على ذكر
الوصف نحو قوله تعالى:{ فانفروا ثبات } فإن ثبات حال وليس بوصف؟ وعلى ذكر الفضلة
نحو قوله تعالى: { ولا تمش في الأرض مرحا }، وقول الشاعر:
ليس
من مات فاستراح بميت إنما الميت ميت الأحياء إنما الميت من يعيش كئيبا كاسفا باله قليل الرجاء فإنه لو أسقط ( مرحا و كئيبا) فسد المعنى ،
فيبطل كون الحال فضلة؟ وعلى ذكر الوقوع في جواب (كيف ) نحو قوله تعالى:
{ ولا تعثوا في الأرض مفسدين} ؟ قلت
: الجواب عن الأول أنّ ( ثبات ) في معنى متفرقين فهو وصف تقديرا ، وعن الثاني
أن المراد بالفضلة ما يقع بعد تمام الجملة ، لا ما يصح الاستغناء عنه، وعن الثالث
أن التعريف المذكور إنما هو للحال المبينة لا المؤكدة .
أنواع الحال : يأتي
الحال على عدة صور هي
1-
مفردا ، نحو : جاء زيدٌ راكباً .
2-
جملة اسمية ، نحو : جاء زيدٌ وثيابه نظيفةٌ .
3-
جملة فعلية ، نحو : رأيتُ زيداً يركبُ سيارته . ولكن ينبغي للحال إذا
كانت جملة اسمية أو فعلية أن تشتمل على الواو ، أو على ضمير ، أو على كليهما .
حكم الحال من حيث
الإعراب :
واجب النصب ، فـ ( راكبا ) : حال منصوب وعلامة نصبه الفتحة
الظاهرة على آخره .
و ( وثيابه نظيفة) الواو : واو الحال ، ثيابه : مبتدأ مرفوع
وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره ، والهاء ضمير متصل مبني على الضمّ في محل جرّ
بالإضافة . نظيفة : خبر مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره . والجملة الاسمية
في محل نصب حال .
و ( يركب سيارته ) يركب: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة
الظاهرة على آخره، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره :هو، سيارته: مفعول به منصوب
وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره . والجملة الفعلية في محل نصب حال .
حكم الحال
وصاحبها من حيث التنكير والتعريف :
شرط الحال أن تكون نكرة ، فإن جاءت بلفظ
المعرفة وجب تأويلها بنكرة ، وذلك كقولهم : ادخلوا الأول فالأول ، وأرسلها
العراك ، وقراءة بعضهم :{ ليخرجن الأعز منها الأذل } بفتح الياء وضم
الراء ، فإن هذه المواضع ونحوها مخرجة على زيادة الألف واللام ؛ لأن الحال لا تقع
معرفة أبدا. وكقولهم : اجتهد وحدك . فهذا مؤول بما لا إضافة فيه، والتقدير
: اجتهد منفردا .
أما صاحب الحال
فلا يقع إلا معرفة ، هذا هو الأصل ، نحو قوله تعالى: { خشعا أبصارهم يخرجون } . فـ(خشعا
) حال من الضمير ( واو الجماعة ) في قوله تعالى: ( يخرجون ) ، والضمير أعرف
المعارف .
فإن جاء نكرة
فلابدّ معها من مسوغ لهذا ، والمسوغات هي :
- التخصيص : وتتخصص
النكرة بالإضافة كقوله تعالى: { في أربعة أيام سواء للسائلين } فـ(سواء )
حال من ( أربعة ) ، وهي وإن كانت نكرة ولكنها مخصصة بالإضافة إلى ( أيام ). أو
تتخصص بالوصف نحو قول الشاعر:
نجيت يا رب نوحا واستجبت له في فلك ماخر في اليم مشحونا
فـ( مشحونا ) حال من ( فلك ) ، وهي وإن كانت نكرة ولكنها
مخصصة بوصفها بـ ( ماخر ).
- التعميم : كقوله
تعالى :{ وما أهلكنا من قرية إلا لها منذرون } فجملة ( لها منذرون ) حال من قرية،
وهي نكرة عامة لوقوعها في سياق النفي .
- التأخير عن الحال
: كقول الشاعر: لمية موحشا طلل يلوح كأنه خلل فـ ( موحشا ) حال من ( طلل ) وهو نكرة
لتأخيره عن الحال .
إرسال تعليق