المجال التعلمي الثالث:"القيم
الفنية والجمالية".
الوحدة رقم 27:الإسلام
دين الجمال.
حقيقة
الجمال:
لغة:
هو الحسن ضد القبح.
اصطلاحا:
حسن الشيء وكماله على وجه يليق به.
فالجمال تحس
به النفس وتستجيب له فالعين تجذبها الألوان، والآذان تجذبها الأصوات، والفؤاد
ينجذب بالتناسق في خلق الله وكأن روح الإنسان والكون شقيقان.
-
الجمال في الطبيعة والحيوان والإنسان:
-
في الطبيعة: لا يذوقها إلا صاحب القلب الزاخر بأرق
المشاعر وأرهف العواطف قال تعالى:"أَفَلَمْ
يَنظُرُوۤاْ إِلَى السَّمَآءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا
وَمَا لَهَا مِن فُرُوجٍ * وَالأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا
رَوَاسِيَ وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُل زَوْجٍ بَهِيجٍ" وقال تعالى:" فَلاَ أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ * الْجَوَارِ الْكُنَّسِ *
وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ * وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ"
- في الحيوان:
قال تعالى:" وَالأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا
دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ * وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ
تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ"
وقال
تعالى:" وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ من بُيُوتِكُمْ سَكَناً
وَجَعَلَ لَكُمْ من جُلُودِ الأَنْعَامِ بُيُوتاً تَسْتَخِفُّونَهَا يَوْمَ
ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ إِقَامَتِكُمْ وَمِنْ أَصْوَافِهَا وَأَوْبَارِهَا
وَأَشْعَارِهَآ أَثَاثاً وَمَتَاعاً إِلَىٰ حِينٍ"
قال تعالى:"وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحاً * فَالمُورِيَاتِ قَدْحاً *
فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحاً"
-
في الإنسان: يتخلله الجمال منذ مرحلة تكوينه ونشأته
إلى مرحلة نضجه وتكامله، قال تعالى:"لَقَدْ
خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِيۤ أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ"
وقال تعالى:" وَاللَّهُ أَخْرَجَكُم من بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ
تَعْلَمُونَ شَيْئاً وَجَعَلَ لَكُمُ الْسَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ
لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُون"
قال تعالى:" يٰأَيُّهَا الإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبكَ الْكَرِيمِ *
الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ * فِيۤ أَى صُورَةٍ مَّا شَآءَ رَكَّبَكَ"
ويوجد الجمال
في أقوال وأفعال الإنسان قال تعالى:" وَمَنْ
أَحْسَنُ قَوْلاً ممَّن دَعَآ إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي
مِنَ الْمُسْلِمِينَ"
- هدي النبي صلى
الله عليه وسلّم في الاعتناء بالجمال:
عن سمرة بن
جندب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"
البسوا الثياب البيض وكفنوا فيها موتاكم فإنها أطهر وأطيب"
قَالَ صلى
الله عليه وسلّم:"إِنَّ الله جَمِيلٌ يُحِبُّ
الْجَمَالَ"
قال رسولَ
الله صلى الله عليه وسلم:" مَا عَلَى أحَدِكُم إنْ
وَجَدَ، أوْ مَا عَلَى أحَدِكُم إنْ وَجَدْتُمْ أنْ يَتَّخِذَ ثَوْبَيْنِ لِيَوْمِ
الْجُمُعَةِ سِوَى ثَوْبَيْ مَهِنَتِهِ"
عن
أَبي هُرَيْرَةَ ، أنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قالَ:" مَنْ كَانَ لَهُ شَعْرٌ فَلْيُكْرِمْهُ"
قالت عائشة
كان نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلّم ينتظرون على الباب فخرج يريدهم
وفي الدار ركوة فيها ماء - أي دلو صغير- فجعل ينظر في الماء ويسوي لحيته وشعره.
كان إذا سافر
أخذ معه المشط والمرآة والدهن والكحل وكان يحب السمت الحسن ويبدي الكراهية من
الثياب التي تزري بصاحبها وتظهره بمظهر الزهد والفقر.حكى الأحوص عن أبيه أنّه قال:" أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا قشف الهيئة
قال:هل لك مال ؟قلت نعم.قال من أي المال؟قلت من كل المال قد أتاني الله عزو وجل من
الإبل والبقر والغنم ،قال :فإذا أتاك الله عز وجل مالا فليرى عليك ،إنّ الله يحب
أن يرى أثر نعمته على عبده"
ويوصي أصحابه
بتحسين هيئاتهم لإستقبال ضيوفهم فيقول"إنّكم قادمون
على إخوانكم فأصلحوا رحالكم وأحسنوا لباسكم حتى تكون شامة في أعين النّاس ،إنّ
الله لا يحب الفحش والتفحش"
شكرا وبارك الله فيكم
ردحذف