مادة التربية الإسلامية سنة أولى متوسط
الوحدة رقم 16:العمل التطوعي ودوره في خدمة المجتمع.
معنى العمل التطوعي:السلوكات التي يعم نفعها في المجتمع ، و ليست واجبة على التعيين(لا يطالب كل فرد بأدائها ، إنما يقوم بها البعض دون الكل، فالمهم هو وجود الفعل من غير النظر إلى الفاعل) .
- هو ضم الجهود المادية والمعنوية بعضها إلى بعض من أجل تحقيق هدف إنساني نبيل، وهو من أسمى الأعمال الخيرية التي لا يرجى من ورائها مقابل قال تعالى " إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا"
العمل التطوعي وعلاقته بالواجب الكفائي: القاعدة الأساسية التي يقوم عليها العمل التطوعي هي :التعاون والتآزر والتراحم وهذه الأمور واجبة الوجود بين الناس وهذا انطلاق من قوله تعالى"وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان" ولقوله صلى الله عليه وسلم "ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء"
مجالات العمل التطوعي في المجتمع :يمكن إجمال مجالات العمل التطوعي في مجالين ، هما :
- مجال العبادات : حث الله تعالى على التطوع في العبادات كالصدقات ، و رتب لصاحبها الأجر العظيم، فالصدقات ليس واجبة لكن أجرها قد يفوق أجر الواجبات . قال الله تعالى:« مَن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ » الحديد/11 .
- عن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال : قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم- :«ما تصدق أحد بصدقة من طيّبٍ و لا يقبل الله إلا الطّيّب إلاّ أخذها الرحمن بيمينه، و إن كانت ثمرة فتربو في كفّ الرّحمن حتّى أعظم من الجبل كما يُرَبِّي أحدكم فَلُوَّه أو فَصِيله» رواه مسلم .
- عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : «من شهد الجنازة حتّى يصلي فله قيراط، و من شهد حتّى تدفن كان له قيراطان» قيل : «و ما القيراطان؟ »، قال : «مِثْلُ الجبلين العظيمين» رواه البخاري .
- مجال المعاملات: ، كالمساهمة في بناء المرافق العامة، بالمال أو بالجهد، كبناء المساجد، و المساهمة في حملات التشجير، التي تزين المحيط، و تقلل التلوث، و إغاثة المصابين في الكوارث، و غيرها .
- عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنه - أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : «من بنى مسجدا لله كَمَفْحَصِ قَطَاةٍ أو أصغر بنى الله له بيتا في الجنّة » - عن سعيد بن أبي بردة عن أبيه عن جده عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : «على كلّ مسلم صدقة»، قالوا : «يا نبي الله فمن لم يجد؟»، قال : «يعمل بيده فينفع نفسه و يتصدق»، قالوا: «فإن لم يجد؟»، قال : «يعين ذا الحاجة الملهوف»، قالوا : «فإنّ لم يجد؟»، قال : «فليعمل بالمعروف، و ليمسك عن الشّرّ، فإنّها له صدقة» رواه البخاري.
-المجال الاجتماعي: فمساعدة الفقراء والمحتاجين وتلبية حاجياتهم الأساسية من مأكل ومشرب وملبس ومسكن كلها أفعال تطوعية خيرية وقد بين(ص) قيمة هذا العمل بقوله"مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم ...والحمى"
- المجال الصحي : وهو توفير للفقراء والمحتاجين الرعاية الصحية الضرورية وهذا ما نجده عند حدوث الكوارث .
- المجال العلمي التربوي: كدروس محو الأمية .
- المجال الدفاعي:وهذا من أبرز مجالات العمل التطوعي كالدفاع عن حق الإنسان في الحياة الكريمة في دينه وعرضه وأرضه ووطنه وحمايته من أي استغلال.
*فضل العمل التطوعي:فهذا العمل من الثوابت الإسلامية التي لا تتغير بتغير الزمان والمكان فالمؤمن كالغيث حيثما وقع نفع وهو من الأفعال التي يرجى أجرها يوم القيامة قال تعالى "وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله" ولقوله(ص)" والله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه"رواه مسلم "فالخلق عيال الله فأحبهم لله أنفعهم لعياله"
* دوره في خدمة الفرد والمجتمع:فله أهداف بالغة الأثر في المجتمع منها:
- الحفاظ على تماسك المجتمع فيأمن الناس على أنفسهم وأهليهم وخاصة الفقراء منهم والمحتاجين.
- تنقية المجتمع من العيوب والسلبيات: التي انتشرت في المجتمع بسبب ترك هذا المبدأ الأساسي من أمر بالمعروف ونهي عن المنكر وتراحم وعاطف الغني مع الفقير والمحتاج.
- تنقية المجتمع من الجرائم والانحرافات التي تهدد كيانه.
- العمل التطوعي ضروري لكل مجتمع متحضر ، فلا يمكن الاستغناء عنه
إرسال تعليق