تحضير درس مقدمة في علم السيرة النبوية تربية إسلامية سنة أولى ثانوي

المجال التعلمي الثالث:"دراسات في السيرة النبوية".

الوحدة رقم 31:مقدمة في علم السيرة النبوية.

1/تعريف السيرة النبوية:

السيرة لغة:السنة و الطريقة، و الحالة التي يكون عليها الإنسان قال الله تعالى : «سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الْأُولَى» طه/21، أي حالتها الأولى.

السيرة اصطلاحًا:مجموع ما ورد إلينا من وقائع عن حياة النبي -r- و صفاته الخُلقية و الخَلقية .

2/أهمية السيرة النبوية و مكانتها :

- السيرة النبوية هي السبيل إلى فهم شخصية الرسول -r- ، من خلال حياته و ظروفه للتأكد من عبقريته و عظمته .

- السيرة النبوية تضع بين أيدينا صورة للمثل الأعلى في كل شأن من شؤون الحياة الفاضلة متمثلا في شخص الرسول -r-، لقوله تعالى:«لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا» الأحزاب/21.

- السيرة النبوية تعين على فهم القرآن الكريم و مقاصده و تذوق ألفاظه و معانيه .

- السيرة النبوية صورة مجسدة نيّرة لمجموع  مبادئ الإسلام و أحكامه، و توفر أكبر قدر من الثقافة و المعارف الإسلامية في العقدية والأحكام والأخلاق .

- السيرة النبوية نموذج حي عن طرائق التربية و التعليم، فالرسول -r- كان معلما ناجحًا و مربيًا فاضلا.

- السيرة النبوية خير مثال عن جيل الصحابة الفريد، و تطبيق عملي لأحكام الله تعالى .

- السيرة النبوية نقلت إلينا كاملة في كلياتها و جزئياتها، و لا توجد سيرة شاملة لنبي غير سيرة النبي محمد -r- .

3/خصائص السيرة النبوية :  دراسة السيرة النبوية متعة روحية و عقلية و تاريخية، و هي ضرورية لعلماء الشريعة و الدعاة إلى الله وكل المهتمين بالإصلاح، و من بين خصائصها:

أولا :  صحة مصادرها و دقتها و قوتها ، فلا مجال للشك في وقائعها البارزة و أحداثها الكبرى.

ثانيا :  حياة الرسول -r- واضحة في جميع مراحلها، فنعرف الشيء الكثير عن ولادته و طفولته و شبابه و مكسبه و زواجه و رحلاته، و غيرها.

ثالثا:  تتميز سيرة الرسول -r- بإنسانيته في نسفه و أسرته و بيئته ، بعيدا عن الأساطير و الخرافات، و التحريفات .

رابعا:  شاملة لكل النواحي الإنسانية، على مختلف الأزمنة و الأحوال ، و تظهر شخص النبي في كل صفاته و تصرفاته العامة منها والخاصة.

خامسا:  سيرة محمد -r- وحدها تعطينا الدليل على صدق رسالته و نبوته، من خلال مواقفه و أحاديثه .

4/مصادر السيرة النبوية :  تنحصر المصادر الرئيسة المعتمدة للسيرة النبوية في ثلاثة مصادر و هي :

أولا: القرآن الكريم : المصدر الأساسي الذي نستمد منه ملامح السيرة النبوية، فتضمن الكثير من المواقف مثل قوله تعالى:«أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى (6) وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى (7) وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى(8)» الضحى/6-8، و تعرض كذلك لأخلاقه مثل قوله تعالى:«وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ» القلم/4، وتعرض القرآن الكريم لموقف الكفار و اليهود و غيرهم من الرسول -r-، و موقفه منهم و معاناته معهم، و بين من خلال آياته عظمة الرسول -r- ويعتبر القرآن الكريم أصح مصدر للسيرة النبوية على الإطلاق .

ثانيا:  السّنة النبويّة الصحيحة : حوت كتب الحديث (اليخاري، و مسلم، و أبو داود، و النسائي، و الترمذي، و ابن ماجة، و موطأ الإمام مالك … ) القيم الأكبر من حياة النبي -r- ، و وقائعه و حروبه، و أعماله، و مما يزيد الثقة بها و الاطمئنان إليها أنّها رويت بالسند المتصل إلى الصحابة الذين عاشروا الرسول -r- و لازموه.

ثالثا:  الشعر العربي المعاصر لعهد الرّسالة : تضمنت كتب الأدب و كتب السيرة التي صنفت فيما بعد قسطا كبيرا من الأشعار التي تظهر لنا حقائق كثيرة عن البيئة التي كان يعيش فيها الرسول -r-، فهاجم شعراء المشركين النبي -r- ، مما اضطر المسلمين إلى الرد عليهم على ألسنة شعراء الإسلام كحسان بن ثابت و عبد الله بن رواحة و غيرهما .