-->
3355121088047530
recent
أخبار ساخنة

وظائف الأحزاب السياسية في الجزائر

الخط
وظائف الأحزاب السياسية 
يتعين علينا قبل الخوض في وظائف الأحزاب ،إبداء ملاحظة أولية، مؤداها أننا لن نتناول نوعا معينا من الأحزاب، ومعنى ذلك أننا سنتناول وظائف الأحزاب بصفة عامة وذلك بالتركيز على تلك التي تقوم بها كل الأحزاب أيا كانت طبيعتها ،وذلك نظرا لأن وظائف الأحزاب تختلف بإختلاف طبيعة الحزب ،ولهذا سنضطر للنظر إلى الأحزاب باعتبارها مؤسسات سياسية لا بد أن تقوم بعدد من المهام لا غنى عنها إتجاه المجتمع.
على المبادئ التي يعتنقها الحزب والأهداف التي يسعى إلى تحقيقها.
في الحقيقة يرى بعض الباحثين أنه يمكن تحليل دور أو وظائف الحزب السياسي من زاوية تقليدية وحديثة وذلك حسب الأشخاص الموجهة إليهم لكننا في دراستنا لوظائف الحزب لن نعتمد هذه الزوايا بل سنقوم بدراسة جملة من الوظائف نعتبرها مهمة وفعالة في بقاء الحزب واستمراره وجعله عنصر من عناصر الإستقرار السياسي .
أ‌- تنظيم المعارضة من أجل الوصول إلى الحكم:
إن الوظيفة الكبرى للأحزاب هي الوصول إلى الحكم أو محاولة التأثير على قرارات السلطة الحاكمة عن طريق تنظيم المعارضة وهذه الوظيفة ليست مجرد مجابهة من أحزاب الأقلية لحزب الأغلبية ولكنها وظيفة محددة الأبعاد، تقتضي من حزب المعارضة أن يقوم بنقد النظام السياسي الذي تقيمه الأحزاب الحاكمة، ولكن ينبغي أن يتم هذا النقد بحيث يتناسب والظروف الوطنية، دون الإخلال بقواعد الشرعية الدستورية .
ويتعين عليها أن تقوم بتقديم البدائل التي تراها مناسبة لحل المشاكل والنقائص التي وجهتها للنظام القائم، ويعبر عن هذه البدائل ،عن طريق برنامج صالح للتنفيذ، وأن تكون هذه البرامج واقعية قابلة للتنفيذ، غير مقتصرة على اقتراحات التعديلات الجذرية، التي نحاول من خلالها قلب أسس النظام رأسا على عقب، أو على مبادئ عامة لا تصلح أن توضع موضع التنفيذ بل يستعملها الحزب بغرض دعاية إنتخابية من أجل كسب الأغلبية لا غير.
كما يجب أن تكون الأحزاب المعارضة قادرة على تولي الحكم إذا هي نجحت في الوصول إليه وذلك بأن تتحمل مسؤوليتها في استمرارية المؤسسات الدستورية .وهذا يرجع إلى مدى كفاءة الكوادر الحزبية وخبرتها .
ويظهر دور أحزاب المعارضة جليا في نظام تعدد الأحزاب حيث تبرز المعارضة للنظام القائم من طرف الأحزاب الغير مشاركة فيه. والمعارضة الداخلية من طرف الأحزاب المشتركة في الحكم ن ومهما كان النظام الحزبي القائم، فإن لنجاح الأحزاب في القيام بهذا الدور ، لا بد من الإستناد على وسائل ديمقراطية أهمها حماية الحريات العامة ، كحرية الصحافة وحرية الرأي، وحرية التجمعات والجمعيات و الحصانة البرلمانية .... 
ب-تكوين وتوجيه الرأي العام:
فالحزب يعمل على توجيه المواطن الفرد ،وإنماء الشعور لديه بالمسؤولية ،وتلقينه أن مصالحه الفردية مرتبطة ارتباطا وثيقا بالمصلحة العامة ،ولذلك يقع على عاتقه تنمية هذا الشعور لدى المواطنين وذلك بإضفاء صبغة سياسية على مطالب هؤلاء وصياغة آمالهم الفردية صياغة عامة .وترجمتها إلى برامج عمل محددة ،كما يعمل على توعية المواطن بالمشاكل وإطلاعه على حقيقة الأمور ،وبسط أسبابها وإقتراح أسباب حلها.
جـ -العمل على التقريب بين الحكام و المحكومين: 
وهو ما يعبر عنه بوظيفة الوساطة، حيث يظهر الحزب كمعبر عن الإرادة السياسية لمجموعات مختلفة أو طبقات أو فئات إجتماعية أو مجموعات عرقية أو دينية معينة .... إلخ فالحزب هنا يصبح الناطق باسم هذه المجموعات و المدافع و المعبر عن مطالبها لدى الحكام ، وهو اتجاه مناضليه يلعب دور المنظم و المنسق لطلباتهم ورغباتهم وأفكارهم، والمجند لهم من أجل تحقيقها عن طريق نقلها إلى الحكام أو تطبيقها في حالة الوصول إلى السلطة .
أما نحو الحكام فهو يظهر كأداة حوار ونقاش ونقل معلومات ،وكذلك وسيلة لتجاوز الصراعات والنزاعات والوصول إلى تسويتها مع الفئة أو الطبقة أو المجموعة التي يمثلها الحزب.
د- تكوين واختيار الكوادر السياسية: 
فالحزب يشكل مدرسة سياسية كبرى يتدرب فيها أعضاء الحزب على ممارسة السلطة والقيام بمهام الحكم ، وبالتالي يسمح للحزب ببروز نخبة مثقفة قادرة على الدفاع عن برامج الحزب ومبادئه وتطبيقها عند الوصول إلى السلطة .وهذه النخبة هي التي تقوم بتمثيل الحزب في المعارك الانتخابية . 
وهذه النخبة هي التي تتولى المناصب القيادية في الدولة في حالة نجاح الحزب في الوصول إلى السلطة واختيار هذه النخبة يكو ن عن طريق مواصفات خاصة ، من حيث التكوين والتفكير والرؤية السياسية .
فلا يمكن لهذا الحزب أن يدفع في هذا المضمار بأحد المبتدئين ، بل لا بد له من شخص متمرس في صفوف الحزب أي أن يكون هذا الشخص قد بذل حياته السياسية كلها في صفوف الحزب بحيث خطى في الحزب أولى خطواته وتدرج في صفوفه ، وتعلم على يد رؤساءه ، واكتسب طريقة في التفكير تجعل منه رجلا سياسيا .
هـ - تأطير الناخبين: 
يعمل الحزب بهذه الوظيفة على إحاطة النائب علما بكل ما يجري داخل دائرته الإنتخابية ويطلعه على طموحاته ورغبات ومشاعر الناخبين .
- كما يعمل على تعزيز العلاقة بين النائب وناخبيه ، وإطلاع الناخبين على نشاطات النائب.
- ويعمل على إبقاء النائب في إطار التزاماته مع الناخبين ، ويجعله يحترم البرنامج المقترح من طرف الحزب وبالتالي منعه من التصرفات الفردية المصلحية والضيقة التي تؤدي به إلى الإنحراف. 
- كما يعمل على تأطير النواب داخل المجالس المنتخبة وخاصة البرلمان، حيث تتشكل مجموعات برلمانية تلتزم بتوجيهات الأحزاب التي تنتمي إليها في عمليات التصويت على القوانين أو القرارات .
- ويعمل على حماية النائب من الضغوطات والتهديدات التي قد يترض إليها.

  و- وظيفة التوفيق الإجتماعي: 
من المعلوم أن كل نظام سياسي يعمل قدر جهده من أجل البقاء والإستمرار ، وهذا هو الشغل الشاغل للحاكم ن ولكن الفئات الإجتماعية التي تكون محرومة من إمتيازات هذا النظام ، تسعى بدورها إلى تدميره وتغييره لصالحها.
لذا فإن الحزب عن طريق تأطير وتنظيم وتنسيق جهود مثل هذه الجماعات والفئات، عن طريق التعبير من طموحاتها ومطالبها بشكل رسمي، يفرغ شحنة العنف من المجتمع وبالتالي يعمل على تهدئة الصراع الإجتماعي داخل المجتمع وجعله صرعا سليما وتنافسيا ديمقراطيا ، وبالتالي التداول السلمي على السلطة والحفاظ على النظام السياسي نفسه ومن ثم يحقق الوفاق الإجتماعي بين مختلف الفئات والشرائح الإجتماعية 


ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

نموذج الاتصال
الاسمبريد إلكترونيرسالة