وزراة التربية الإسلامية
الموسوعة التعليمية
السنة الثالثة ثانوي
الموسوعة التعليمية
السنة الثالثة ثانوي
تحضير العلاقات الاجتماعية بين المسلمين وغيرهم في مادة العلوم الإسلامية للسنة الثالثة ثانوي
إن من القواعد الثابتة في الإسلام ألا يُكره أحد على ترك دينه ومعتقده،
ثم إن كل ذي دين أو مبدأ
يؤمن بأنه على الحق وغيره على الباطل.. ولذلك أرشد الإسلام إلى بعض المفاهيم تجعل المسلم يتعايش مع غيره برحابة صدر وصفاء نفس، ومنها:
ü أن الإنسان مخلوق مكرم
يجب احترام إنسانيته.. فقد مرت على النبي
جنازة فقام! فقيل: إنه يهودي؟ فقال: «أليست نفسا» [رواه مسلم].
ü أن اختلاف الناس في العقيدة والرأي والسلوك واقع بمشيئة الله القائل: ﴿وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ
لَجَعَلَ الناسَ أُمَّةً واحِدَةً ولا يَزالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إلاّ مَنْ رَحِمَ
رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ﴾ [هود:118-119]
ü أن المسلم مأمور بالعدل
وحسن الخلق مع كل الناس، قال تعالى: ﴿وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ
شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى﴾ [المائدة 08]
ü وأن المسلم مكلف بدعوة الآخرين إلى الإسلام وليس محاسبتهم، قال تعالى: ﴿فَذَكِّرْ إِنَّمَا
أَنْتَ مُذَكِّرٌ * لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ..﴾ [الغاشية:21-22]
لقد أقام الإسلام
العلاقة بين أبنائه من المسلمين وغيرهم على أسس وطيدة أهمها:
أ.
التعارف: القائم
على احترام كل طرف خصوصيات وأعراف وتقاليد الآخر، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى
وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ
اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾ [الحجرات:13].
ب.
التعايش: وهو القبول بالآخر، وأساسه البر والعدل، قال تعالى: ﴿لَا يَنْهَاكُمُ
اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم
مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ
الْمُقْسِطِينَ﴾ [الممتحنة:08].
ج.
التعاون: وذلك على الفضائل، ومكارم الأخلاق، وخير الناس، قال تعالى: ﴿وَتَعَاوَنُواْ عَلَى
الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ
وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾ [المـائدة:02]، وقد شهد
النبي
حلف
الفضول في الجاهلية تعاهد بموجبه زعماء مكة على أن يكونوا مع المظلوم على
الظالم، وقال فيه
بعد البعثة: «لقد شهد ت في دار عبد الله بن جدعان حلفا ما أحب أن لي به حمر
النعم، ولو أدعى به في الإسلام لأجبت»
[رواه البيهقي].
د.
الروابط الاجتماعية: فالمسلم يرى كل مسلم أخا
له في الدين وكل عربي أخا له في الدم وكل بشر أخا له في الإنسانية، ثم يعطي كل
أخوة حقها فضلا وعدلا. فالروابط التي يلتقي فيها المسلمون بغيرهم:
ü رابطة الإنسانية: فالوحدة في ذلك مقررة؛ إذ الكل لآدم، والله تعالى في القرآن الكريم يخاطب البشر بـ ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ..﴾، والنبي
يقول: «يا أيها الناس، ألا إن ربكم واحد، وإن أباكم واحد» [مسند أحمد].
ü رابطة القومية: وهي أقوى
من الأولى، إذ تجمع الفرد بقومه قواسم مشتركة كثيرة (اللغة، والعادات والتقاليد،
المصالح، ..)، وقد ذكر لفظ (قوم) في القرآن أكثر من 340 مرة.
ü رابطة الإقامة: أي المواطنة، فالإنسان تحكمه مشاعر فطرية تجاه مكان
إقامته أو مسقط رأسه، فهذا رسول الله
حينما أُخرِج من مكة قال: «ما أطيبك من بلدة وأحبك إلي ولولا
أن قومك أخرجوني ما سكنت غيرك» [رواه البيهقي].
ü رابطة العائلة: وهي أوثق، وتترتب عليها
كثير من الأحكام (الإرث -النفقة – الحضانة..)، ولها آثار أكبر في حياة الإنسان؛ بغض النظر عن التنوع والاختلاف، إذ ينبغي أن يبقى الجميع
تحت مظلة العائلة.
إن غير المسلمين في بلد الإسلام تتعين لهم حقوق كمواطنين
يحملون الجنسية الإسلامية، ومنها:
أ. حق الحماية: أي من كل عدوان خارجي أو ظلم داخلي، قال
: «من ظلم معاهدا أو انتقصه حقا أو
كلفه فوق طاقته أو أخذ منه شيئا بغير طيب نفس منه فأنا حجيجه يوم القيامة» [أبو داود والبيهقي]، فيجب حماية دمه وعرضه وماله.
ب.
حق التأمين عند العجز والشيخـوخة: إذ للعامل الحق في
التعويض وضمان استمرارية أجره عند مرضه أو عجزه عن العمل، ولا يجوز شرعا ولا
قانونا تركه للجوع والتسول، فقد مر سيدنا عمر بن الخطاب
مر بشيخ من أهل الذمة، يسأل على أبواب الناس؛ فقال: «ما أنصفناك، إن كنا أخذنا منك الجزية في شبابك، ثم ضيعناك في كبرك»،
ثم أجرى له من بيت المال ما يصلحه، وبذلك سن عمر
قانون الضمان الاجتماعي للمسلمين ولغيرهم.
ج.
حق حرية التدين: فله الحق في إتباع دينه ولا يجر على تركه أو الدخول في
الإسلام كرها، على ألا يخل بالنظام العام، قال تعالى: ﴿لاَ إِكْرَاهَ فِي
الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ﴾ [البقرة:256].
د.
حق العمل: فليس في التشريع
الإسلامي ما يغلق دون أهل الذمة أي باب من أبواب الأعمال والمكاسب المشروعة؛ بما في ذلك تولى مختلف الوظائف، إلا ما غلبت عليه الصبغة الدينية..
إذا تحققت فيهم مؤهلات الكفاية والأمانة والإخلاص للدولة والوطن.
إن غير المسلمين في بلد الإسلام كمواطنين؛ تتعين عليهم
كغيرهم جملة من الواجبات، ومنها:
أ.
التزام أحكام القانون الإسلامي: وذلك في المعاملات
المدنية والجنائية ونحوها فيما لا يتعلق بدينهم، إذ الأصل في الشرائع هو العموم في حق الناس كافة، وهو من مقتضيات الخضوع لسلطان الدولة.
ب.
احترام المسلمين: بالتزام الآداب العامة
للمجتمع الإسلامي، وعدم أذية المسلمين في شعائرهم ومشاعرهم بإظهار المنكر كالخمر
والخنزير، أو ذكر ربّهم وكتابهم
ورسـولهم بسـوء، أو فتنة المسلم عن دينه،
أو التعرض لماله وعرضه.
ج.
أداء واجباتهم المالية: من جزية وخراج وضريبة تجارية، والأصل فيها قول الله تعالى: ﴿قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ
وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ
الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن
يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ﴾ [التوبة:29]، وهذا كواجب
في الدفاع عن الدولة والمساهمة في مرافقها التي ينتفع بها الجميع، ولا تجب إلا على
القادرين من الرجال.
ترك قتال المسلمين.
إرسال تعليق